recent
أخبار ساخنة

بعد فضيحة هواوي الأخيرة، هل يمكن الثقة بالصور الترويجية للهواتف؟

ياسين
الصفحة الرئيسية

بعد فضيحة هواوي الأخيرة، هل يمكن الثقة بالصور الترويجية للهواتف؟

قبل أيام اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات التقنية بواحدة من الفضائح الجديدة في عالم الهواتف. حيث تبين أن شركة هواوي الصينية (ثاني أكبر مصنع للهواتف الذكية اليوم) قد قامت بتزوير صور ملتقطة بكاميرات احترافية، وادعت أنها ملتقطة بهاتفها الجديد Nova 3i. المشكلة هنا أن الفضيحة الجديدة ليست الأولى في تاريخ الهواتف الذكية، وليست الأولى حتى في سجل الشركة الصينية. بل هناك بعض الأمثلة السابقة على تصرفات مشابهة.
بالطبع فمن الواضح أن تزوير الصور من قبل الشركات هو محاولة لجذب الزبائن. فكاميرا الهاتف هي واحدة من أكثر أجزاء الهواتف الذكية جاذبية اليوم. وعندما تظهر كاميرا الهاتف وكأنها تستطيع التقاط صور مذهلة تماماً كما في الحملات الترويجية، فهذه طريقة فعالة جداً لجذب المستخدمين.
في هذا المقال سنتناول بعضاً من الفضائح المعروفة في مجال تزوير الصور من قبل شركات الهواتف. لكن قائمتنا بعيدة عن الاكتمال بالطبع، حيث غالباً ما يتم دفن هذه الفضائح بسرعة، أو أنها لا تكشف أصلاً نظراً لصعوبة الأمر. وبالإضافة لهذه الفضائح التي تورطت بها الشركات المصنعة نفسها، سنتحدث عن الثقة بالمنتجات نفسها، والحملات الإعلانية الكبرى التي تقوم بها هذه الشركات.

بعض من فضائح تزوير الصور الشهيرة

فضيحة هواوي الأخيرة مع هاتف Huawei Nova 3i

الصورة المستخدمة في الإعلان عن هاتف نوفا 3 آي
إن كنت تتابع الأخبار التقنية الآن، فعلى الأرجح أنك شاهدت موضوع هذه الفضيحة عدة مرات على الأقل. وباختصار يتلخص الموضوع بكون Huawei تعتمد على بعض نجوم التواصل الاجتماعي للترويج لهواتفها كالعادة. وبعد مجموعة من الصور التي تسوق للهاتف ضمن الإعلانات، قامت إحدى الممثلات بنشر صورة “من خلف الكواليس” على حسابها على Instagram. لكن ما لم يخطر ببال الممثلة ربما، هو أن الصورة تظهر تزويراً واضحاً.
صورة من خلف الكواليس نشرتها الممثلة في الإعلان
فالصور التي من المفترض أن تظهر ميزات كاميرا الهاتف الجديد المدعمة بالذكاء الصنعي (حالياً باتت كلمات الذكاء الصنعي ترمى جزافاً على أي شيء من قبل الشركات الصينية)، لم تكن ملتقطة بالهاتف أصلاً. بل بما هو بوضوح كاميرا احترافية (DSLR) مع عدسة خاصة. وبالطبع فقد قامت الممثلة بإزالة الصور عن حسابها بسرعة بعد بدأ انكشاف الأمر، لكن الضرر كان قد حصل بالفعل وبات الجميع يعرف أن الإعلان مزور تماماً.

فضيحة سامسونج مع هاتف Galaxy A8

الصورة التي استخدمتها سامسونج في منشورها
كما هي هواتف Nova بالنسبة لـ هواوي، هناك هواتف فئة A لـ سامسونج. ويبدو أن الأمر المشترك هنا ليس فقط كون الهاتفين من الفئة المتوسطة. بل كونهما يستخدمان صوراً مخادعة للتسويق. لكن فضيحة Samsung لم تتم في مصر، بل في البرازيل حيث قامت صفحة الشركة هناك بنشر مجموعة من الصور خلال الترويج لهاتف Galaxy A8 من الشركة. وواحدة من هذه الصور على الأقل لم تكن من تصوير الهاتف، ولا حتى من نتاج الشركة.
ببساطة كانت الصورة مأخوذة من متجر Getty Images الشهير للصور الخام. وبدأ فضح الأمر عندما علق المصور الذي التقط الصورة الأصلية على استخدام صفحة سامسونج للصورة. بالطبع فقد حذفت الصورة بسرعة واعتذرت الشركة عن الخطأ مع ادعاء كون الصور موضوعة “لإلهام المستخدمين” وأن المنشور لم يدعي أبداً أن الصور من تصوير الهاتف نفسه. لكن سواء أقتنعت برد الشركة من عدمه، فوضع مجموعة من الصور ضمن تسويق لهاتف، هو ادعاء بكون الصور من الهاتف، فهكذا يتعامل الجمهور مع الإعلانات عادة.

فضيحة هواوي الأكبر مع هاتف Huawei P9

الصورة التي ادعت هواوي كونها من تصوير هاتف P9
قبل أكثر من عامين، وفي عام 2016 أصدرت شركة Huawei هاتفها P9. بالطبع ففئة P هي الفئة العليا من هواتف Huawei وتوازي فئات G من LG أو S من Samsung. وكما العادة وعدت الشركة بتغييرات كبرى وتحسينات عملاقة وكاميرا مميزة. وعندما بدأت الشركة بنشر الصور التي يزعم انها التقطت بالهاتف كان الوعد يبدو حقيقياً تماماً. فالصور المنشورة كانت أفضل من أي شيء متاح في عالم الهواتف حينها في بعض الحالات. لكن الحقيقة أتت بعدها وكانت خيبة الأمل كبيرة بقدر الحماس تماماً.
حيث أن Huawei كانت قد زورت الصور المنشورة على أنها ملتقطة بهاتفها الجديد. لكن الواقع أن بعضها على الأقل كان ملتقطاً بكاميرا رقمية باهظة للغاية تكلف مع عدستها قرابة 4500 دولار. ولولا غفلة Huawei عن تفصيل صغير للغاية، لكان الأمر قد جرى دون معرفة أحد ولكانت الخدعة انطلت على المستخدمين.
لسوء حظ Huawei فمنصة Google + لا تزيل معلومات الصور المنشورة عليها. وبذلك فهي مختلفة عن شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى التي تضغط الصور وتزيل معلوماتها. وواحدة من الصور كانت متروكة مع كامل التفاصيل معها. وضمن تفاصيل الصورة كان من الواضح أنها ملتقطة بكاميرا Canon EOS 5D Mark III التي تكلف 2600 دولاراً. وبعدسة EF70-200mm f/2.8L IS II USM تكلف 1900 دولاراً.
اقرأ المزيد: لماذا لا يجب أخذ تقييمات موقع DxOMark لكاميرات الهواتف على محمل الجد

الجدل حول هاتف Lumia 920

هاتف لوميا 920
على عكس الأمثلة السابقة حيث الفضيحة واضحة ومؤكدة تماماً، فحالة نوكيا منذ 6 أعوام كانت مختلفة في الواقع. حيث أن الأمر كان أشبه بشكوك بالأمر دون وجود أدلة قاطعة. حيث كانت الصور المدعى أنها ملتقطة بالهاتف أفضل بكثير مما هو ممكن بعدسة هاتف ذكي، لكن لم يكن هناك معلومات صور أو صور أخرى تثبت الأمر. على العموم فمعظم الخبراء في التصوير حينها أجمعوا على كون الصور محط الشكوك. فنتائج التصوير الحقيقي بالهاتف لم تكن قريبة حتى من جودة الصور المعلن عنها.

هل يمكن الثقة حقاً بالصور الترويجية للهواتف؟

في كل عام تصدر الشركات الكبرى عشرات الهواتف الجديدة. وباختلاف فئات هذه الهواتف دائماً ما تكون الكاميرا جزءاً أساسياً من الترويج للهواتف الجديدة والتسويق لها. حيث أن العديد من الهواتف تبني استراتيجيات تسويق متكاملة متحورة حول الكاميرا. وبالنتيجة هناك محفز قوي جداً للغش في الأمر هنا. وفي الواقع فالفضائح الأخيرة لن تنفع إلا في الترويج للأساليب الملتوية والتزوير أكثر.
ففضيحة هاتف P9 مثلاً كانت مدوية للغاية. لكن على عكس التوقعات بكونها ستؤدي لخسائر كبرى للشركة، تمكنت هواوي من تناسي الأمر تماماً والاستمرار حتى بشكل أقوى من السابق. في الواقع فالأمر كان دون أي تأثير حقيقي كفاية ليسمح للشركة بالاستمرار بالتسويق لهواتفها بالاعتماد على الكاميرا. وهاتف P20 Pro الأخير ذي الكاميرا الثلاثية دليل على الأمر.
بالطبع لا يمكن الجزم حقاً بكون جميع الشركات تقوم بهذا التزوير طوال الوقت. لكن بالنظر إلى الفضائح الحاصلة وتأثيرها المعدوم تماماً من جهة. وتزايد التركيز على الكاميرا طوال الوقت. فمن الواضح أن جميع الشركات تمتلك السبب للقيام بالتزوير، ولا تمتلك الرادع ضده حتى. وبالتالي فالأرجح أن نسبة كبيرة على الأقل من الصور التسويقية للهواتف مزورة.
بالمحصلة فالشركات المصنعة لا تهتم حقاً لأي شيء سوى الأرباح والمبيعات. فكل الأمور الأخرى ثانوية، ومصلحة المستخدم هي آخر شيء من الممكن للشركة أن تفكر به. ومع كون التجارب قد أثبتت أن المصداقية غير مهمة حقاً حتى للمستخدمين (بدليل فضائح هواوي المتتالية)، فالتزوير والخداع هو سيد اللعبة الآن.

google-playkhamsatmostaqltradent